كويت نيوز اخبار الكويت والعالم 
انتهت واقعة التاسع من مايو، أي قبل نحو الثلاثة أشهر، لتطل ومن منفذ المطار ومن إحدى فتحاته القريبة من إحدى بواباته الحيوية «فتحة خمور» أخرى، «بكامل شحمها الكرتوني وعظمها الزجاجي أو الألمنيومي»، وربما تفوح من بعضها رائحة «المعتّق» قبل أن تجف!
وعلى ما سلف من أخبار «الفتحة الأولى»، تنفتح «الفتحة الثانية»، القريبة من نقطة تفتيش أمنية، ليطرح السؤال هو كيف دخلت هذه المشروبات ومن يستخدمها؟ وربما تختصر الإجابة في أن المطار يشكل محطة ترانزيت لعدد كبير من الرحلات الخارجية لبضع ساعات يحمل خلالها مسافرون زجاجات خمر في أمتعتهم في انتظار إعادة الاقلاع، حيث يتم تفتيشهم قبل المغادرة ومصادرة أي ممنوعات في حوزتهم والسماح لهم بالمغادرة من دون تسجيل أي قضية؟ ومن ثم يتم استخدامها للمتعة الشخصية بدلاً من تحريزها وتسليمها الى جهات الاختصاص للتصرف بها.
هل سيكون الرد من «الداخلية» هذه المرة أن «الفوارغ» قديمة، وأنها لا تشكل بؤرة خطر أمني طالما جف ماؤها؟ ألا تستدعي هذه «الفتحة» وهذا الاكتشاف «تواضعاً» من قبل من يجب أن يتواضع أمام جهود وزارته التي استطاعت أن تضبط خلية تفجير مسجد الإمام الصادق في زمن قياسي، وأن تتوصل الى خيوط الجريمة الموصوفة كافة في وقت يحسب لها ؟ أوليس للمعنيين أن يعتبروا انهم
هم في صلب العمل الأمني الذي مكّن وزارتهم وفتح لها ان تضبط خلية داعشية «خماسية» وأن تحيل أفرادها الى النيابة العامة لينالوا جزاء ما اقترفت أياديهم، وأليس لهذه الجهات أن تكون سنداً في مسيرة الوزارة التي ربما تخفي أكثر وأكثر وأكثر مما تعلن نتيجة العين الساهرة على أمن هذا الوطن ومواطنيه والمقيمين على أرضه، وأن تنزل عن «عرش الكبرياء» وتعلن أن العثور على عبوات الخمور هو بالفعل خلل بل وخرق أمني، وأن تتعامل مع هذا الأمر من هذا المنطلق، حتى لا نتفاجأ أو نفاجئ الوزارة، لا سمح الله، بأمر أكثر خطورة من الخمر في التحدي المفتوح على مكافحة الارهاب في المنافذ والمطار تحديداً، على اعتبار أنه الواجهة الاولى والمنفذ الرئيس؟
ويبقى الإلحاح في السؤال أن نعتبر مما حدث في منفذ النويصيب وكيف مرّ «الآيس بوكس» المحتوي على الحزام الناسف ليقتل أبناء الكويت في ظهيرة يوم جمعة رمضاني؟ لأن غض النظر أو عدم الجدية في التعامل مع عبوة خمور فارغة أو ملآنة سيعطي المؤشر الى كيفية التعامل مع ما هو أدهى وأمر.
